عناية الحامل بنفسها خلال الثلث الأول من حملها
يشير مصطلح "الثلث الأول من الحمل" إلى الأسابيع الممتدة من الأسبوع الأول إلى الأسبوع الثاني عشر من الحمل. إن عناية الحامل بنفسها خلال هذا الثلث من الحمل يمكن أن تساعدَها على التوصُّل إلى حمل صحي وإلى إنجاب طفل مُعافى. تعدُّ الرعايةُ السابقة للولادة مهمةً لصحَّة المرأة ولصحة الطفل أيضاً. والرعايةُ السابقة للولادة هي الرعاية التي تتلقَّاها المرأة خلال الحمل وقبل ولادة الطفل. وتشتمل هذه الرعايةُ على الرعاية الصحية، والتثقيف، والاستشارات الخاصة بكيفية التعامل مع الحمل. ويستطيع مقدِّمو الرعاية السابقة للولادة معالجة المشكلات أو الوقاية منها في وقت مبكِّر ، ، وذلك عندما تزورهم المرأة الحامل زيارات منتظمة. كما يتطلَّب الحملُ الصحي أيضاً نمط حياة صحياً، لأن للنظام الغذائي ولمستوى النشاط الجسدي أثراً على صحة الأم وطفلها. من المهم أن تأكلَ المرأة الحامل مجموعةً متنوِّعة من الأغذية خلال حملها. وعليها أن تختار الفاكهة والخضار والحبوب الكاملة والأغذية الغنية بالكالسيوم والأغذية الفقيرة بالدهون المشبعة. كما يجب أن تحرصَ على تناول الكثير من السوائل، وخاصة الماء. وما لم ينصح مقدم الرعاية الصحية بغير ذلك، فإنَّ على الحامل أن تحاولَ ممارسة التمارين الرياضية مدة ساعتين ونصف الساعة كل أسبوع. لكن عليها أن تحرصَ على اختيار سوية متوسطة من النشاط الجسدي. ومن الأفضل أن تتوزَّع التمارينُ الرياضية على امتداد الأسبوع. وخلال الحمل، لا يجوز للحامل أن تدخِّنَ أو أن تشربَ الكحول (ولا حتَّى خارج الحمل)، أو أن تستخدم العقاقير غير المشروعة. وعليها أيضاً أن تتجنَّبَ التدخينَ الثانوي أو القسري.
إنَّ الحصولَ على الرعاية السابقة للولادة في وقت مبكِّر، وعلى نحو منتظم، هو أهم شيء تستطيع المرأة الحامل أن تفعله خلال حملها من أجل المحافظة على نفسها ومن أجل ولادة طفل معافى. الرعايةُ السابقة للولادة هي الرعاية التي تتلقَّاها المرأةُ خلال الحمل وقبل ولادة الطفل. وتشتمل هذه الرعايةُ على الرعاية الصحية، والتثقيف، والاستشارة فيما يخص كيفية التعامل مع الحمل. ويستطيع مقدِّمو هذه الرعاية معالجة المشكلات، أو الوقاية منها في وقت مبكر، وذلك عندما تواظب المرأةُ الحامل على الزيارات المنتظمة. يعطي مقدم الرعاية الصحية المرأةَ الحامل جدولاً بجميع الزيارات السابقة للولادة التي يجب أن تقومَ بها خلال حملها. وخلال الثلث الأول من الحمل، يجب أن تزورَ المرأة مقدم الرعاية الصحية مرَّة في كلِّ شهر تقريباً. من الممكن أن تزورَ المرأةُ مقدم الرعاية الصحية أكثر من مرة واحدة في الشهر إذا كانت قد تجاوزت الخامسةَ والثلاثين من عمرها، أو إذا كان لديها حمل عالي الخطورة. خلال الزيارة الأولى للحامل إلى عيادة الرعاية السابقة للولادة، يطرح مقدم الرعاية الصحية عليها أسئلةً عن التاريخ الصحِّي الشخصي والعائلي. كما يسألها عن الحمول السابقة، وعن العمليات الجراحية والأمراض. كما يقوم مقدم الرعاية الصحية أيضاً بإجراء فحص جسدي وفحص للحوض. ويقوم أيضاً بما يلي:
إجراء فحوص للدم والبول من أجل التأكُّد من الحمل.
التحقُّق من ضغط الدم ومن طول المرأة ووزنها.
حساب الموعد المرتقب للولادة.
الإجابة على أسئلة المرأة الحامل.
من الممكن أن يكونَ للنظام الغذائي تأثير في حمل المرأة. ويناقش القسم التالي بعض النصائح فيما يتعلَّق بالتغذية الصحية والنشاط الجسدي الصحي خلال الحمل. يجب الحرصُ على تناول الفيتامينات المتنوعة أو "الفيتامينات السابقة للولادة" مع 400 إلى 800 ميليغرام من حمض الفوليك في اليوم الواحد. وحمضُ الفوليك هو أهم ما يجب أن تتناوله المرأة خلال المراحل المبكِّرة من حملها. لكن عليها أيضاً أن تستمر في تناوله طوالَ فترة الحمل. إن لحمض الفوليك أهمِّية قصوى من أجل تنامي الجهاز العصبي للطفل في الأسابيع الأولى من الحمل، أي عندما قد تكون الأم لا تعلم بأنها قد حملت أو غير مشتبهة في ذلك. ومن هنا، فإنَّ على النساء في سن الإنجاب تناول هذا الحمض حتى قبل الحمل. على المرأة الحامل أن تتناولَ مجموعةً متنوِّعة من الأغذية الصحية خلال حملها. وعليها أن تختار الفاكهة والخضار والحبوب الكاملة والأغذية الغنية بالكالسيوم و الأغذية الفقيرة بالدهون المشبعة. كما يجب الحرص على تناول كمِّيات كبيرة من السوائل، وخاصة الماء. يجب دائماً غسلُ الفاكهة والخضار قبل أكلها. ولا يجوز تناول لحوم أو أسماك نيئة أو غير ناضجة. كما يجب الانتباهُ إلى تنظيف الطعام وطبخه وأكله وتخزينه والتعامل معه على نحو سليم. ويجب تفادي تناول الأسماك الغنية بالزئبق، كسمك القرش أو سمكة أبو سيف. يجب أن يزدادَ وزنُ المرأة بشكل صحي خلال حملها. وعلى المرأة الحامل أن تستشيرَ مقدم الرعاية الصحية لمعرفة المقدار الصحي من زيادة الوزن بالنسبة لها. ما لم يقرِّر مقدم الرعاية الصحية عكس ذلك، فإنَّ على المرأة الحامل أن تحاول ممارسة التمارين الرياضية مدة ساعتين ونصف الساعة في الأسبوع. ويجب أن تكونَ شدةُ هذه التمارين الرياضية معتدلة. ومن الأفضل أن يتم توزيعُ هذه التمارين على أيام الأسبوع.
في أثناء حمل المرأة، يكون عليها أن تمتنعَ عن التدخين، كما يجب أن تمتنع عن الكحول، أو عن العقاقير غير المشروعة. وعليها أن تتجنَّب التدخين الثانوي أو القسري أيضاً. لا يجوز الاستحمامُ بمياه حارة جداً. ولا يجوز استخدام المغاطس الحارة أو حمامات الساونا. يجب أن تنالَ المرأةُ الحامل قسطاً وافراً من النوم. لابدَّ من العثور على طرق لضبط الشدة النفسية. ويمكن أن تلجأ المرأةُ الحامل إلى التأمُّل أو القراءة أو المشي. يجب أن تتجنَّب المرأة الحامل المواد الكيميائية. ومن هذه المواد:
مبيدات الحشرات.
المذيبات، ومنها بعض مواد التنظيف أو مُرققات الدهان.
الرصاص.
الزئبق.
الدهانات، بما في ذلك أبخرةُ الدهانات وروائحها.
إذا كان لدى المرأة الحامل قطة أو حديقة، فإنَّ عليها أن تسأل مقدم الرعاية الصحية عن "داء المُقَوسات". وهذا الداءُ هو عدوى تحدث بسبب كائن طفيلي يوجد أحياناً في بِراز القطط. وفي حال عدم معالجة هذا المرض، فإنه يمكن أن يسبِّبَ عيوباً ولادية للطفل. وعلى المرأة أن تضع قفازات إذا أرادت العمل في الحديقة، وأن تتجنَّبَ فضلات القطط. يجب تفادي الاحتكاك بمختلف أنواع القوارض خلال الحمل. على المرأة أن تتَّخذَ الخطوات اللازمة لكي تتجنَّبَ الإصابةَ بأي مرض خلال حملها. وعليها أن تكثر من غسل يديها.