0 تصويتات
بواسطة
ثلث الحمل الأول - ما يمكن توقعه
 
قد يخضعُ جسمُ الحاملُ أثناء ثُلث الحَمل الأوّل للكثير من التغيُّرات. حيثُ تُؤثّر التغيّرات الهرمونيّة في كلّ الأجهزة العُضويّة في جسمها تَقريباً. ويُمكنُ لتلك التغيُّرات أن تُسبب أعراضاً حتى في الأسابيع الأولى من الحمل. إنّ توقّف الدورة الحيضيّة هو علامة واضحة على الحَمل. وقد تتضمّن العلامات الأخرى ما يلي: • تَعَب شَديد. • تورُّم مُمِضّ في الثديين. كما أنّ الحَلمتين قد تتورمان. • اضطراب معوي مع قيء أو بدونه. • اشتهاء أو تقزّز تجاه مأكولات مُعيّنة. • تقلّب المزاج. • إمساك. • الحاجة للتبوّل أكثر من المُعتاد. • صُداع. • حَرقة الفؤاد. • زياد أو نقص الوزن. قد تحتاجُ الحاملُ مع التغيّرات في جسمها إلى إجراء تعديلات على روتينها اليوميّ، مثل الذهاب للنوم في وقت أبكَر أو أكل وجبات أصغر لمرات أكثر. والحمد لله أنَّ مُعظم تلك المشاكل ستزول مع تقدُّم الحمل. وقد لا تَشعر بعضُ النساء بأيّ انزعاج على الإطلاق! وإذا سبقَ للمرأة أن حملَت سابقاً، فقد يكون شُعورها مختلفاً في هذه المرّة. فكما أن كل امرأة مُختلفة، كذلك يكون كلّ حملٍ مُختلفاً.

 
 
ثُلث الحَمل الأوّل هو وقت حدوث تغيّرات كبيرة لدى الحامل وجنينها؛ فمع نهاية ثلث الحمل الأول، ستكون أعضاء الجَنين الرئيسيّة وجهازه العصبي قد بدأت بالتشكّل. بعد أن تتلقّح بيضة الأمّ من نطفة الزوج في أحد البوقين، ستتشكلُ لاقِحَة أحاديّة الخليّة. تملكُ اللاقحة 46 صبغياً: 23 من الأم و23 من الأب. وتُساعدُ تلك الصّبغيّات على تحديد جنس الجَنين، بالإضافة للكثير من الصفات الجسميّة الأخرى. تنزلُ اللاقحة من البوق باتجاه الرّحم. وتبدأُ في أثناء ذلك بالانقسام لتشكّلَ مَجموعة من الخلايا. وتشكّلُ تلكَ الخلايا المُضغَة. عندما تصلُ المُضغة إلى الرحم، تستقرّ في جدار الرحم كي تتغذّى. وفي هذا المكان تنمو المُضغة ببطء. يبدأُ دماغُ الجنين ونُخاعه الشوكي بالتشكّل خلال أسبوع الحمل الخامس. ويبدأُ القلب بالتشكّل أيضاً. الجنينُ الآن عبارة عن مُضغة ويكون حجمه بحجم بذرة السمسم. ينمو دماغُ الطفل ووجهه في الأسبوع السابع. ويكون الجنين بنهاية هذا الأسبوع بحجم حبة التوت. تكون جميع البنى العضوية الرئيسية للجنين قد بدأت بالتشكّل في الأسبوع الثامن. وينبضُ قلب الجنين الآن بنظمٍ مُنتظم، وتنمو الذراعان والرجلان لطولٍ أكبر، وتبدأ أصابع اليدين والرجلين بالتشكّل. كما تكون الأعضاء الجنسية قد بدأت بالتشكّل. يعتبر الطفل قد أصبح جنيناً بنهاية الأسبوع الثامن. ويكون الجنين عندها بطول 2,5 سنتمتر تقريباً ووزنه أقل من 3,5 غرام. ستُظهرُ أعضاء الجنين الجنسية الخارجية فيما إذا كانَ صَبياً أم بنتاً وذلك في الأسبوع 12، أو عند نهاية ثلث الحمل الأول. و قد تستطيع المرأة التي تُجري فحصاً بالأمواج فوق الصوتية في ثلث الحمل الثاني أو بعده أن تعرفَ جنس الجنين. يكونُ طول الجنين نحو 7,5 سنتمتر ووزنه 28 غرام تقريباً.مع حلول نهاية ثُلث الحَمل الأوّل. يكون جفنا الجنين اللذان قد يكونا مغلقين لحماية العينين. وهما لن ينفتحا حتى الأسبوع 28.

 
يبدأ جسم الحامل، خلال ثُلث الحَمل الأوّل، بإنتاج هرمونات أكثر من المُعتاد. الإستروجين والبروجسترون هما هرمونان يلعبان دوراً هاماً خلال ثُلث الحَمل الأوّل. يتم إنتاج هرمون الإستروجين في المبيضين. خلال ثُلث الحَمل الأوّل يقوم الإستروجين بما يلي:

تعزيز نموّ الرحم.
تعزيز نموّ الثديين وإنتاج الحليب.
الحفاظ على البطانة الرحميّة.
زيادة دوران الدم.
تحريض نموّ الأعضاء والعظام عندَ الجنين.
يقوم البروجسترون، والذي ينتجه المبيضان أيضاً، خلال ثُلث الحَمل الأوّل بما يلي:
الحفاظ على صحة المشيمة.
زيادة سُمك البطانة الرحميّة.
تعزيز نموّ الثديين.
تُؤثّرُ زيادة الهرمونات على جميع الأجهزة العضويّة في جسم الحامل تقريباً. ويمكنُ للتغيّرات الهرمونية أن تحفز ظهور الأعراض في الأسابيع الأولى من الحمل. العرض الأول الأكثر شُيوعاً للحمل هو غياب الدورة الحيضيّة. وتتضمّن الأعراض الشائعة الأخرى للحمل في ثُلث الحَمل الأوّل ما يلي:
غَثيان أو قيء، والذي يُعرَفُ أيضاً باسم داء الصباح.
تورُّم ممض في الثديين.
ازدياد التبوّل.
إنهاك، أو تَعَب شَديد.
كره أو اشتهاء أنواع من الطعام.
دوخَة.
حُرقة فؤاد وإمساك.
نزف خفيف أو مَعص.
تقلُّب المزاج.
 
قد يتسبّبُ الحملُ بخليط من العواطف. حتى ولو كانت المرأة تحاولُ أن تحمل وكانت مُتحمسة بشأن حملها، فإنّ مَعرفة أنها على وشك أن تُصبحَ أماً قد يُضيف توتراً إلى حياتها. تتضمّن المخاوف الشائعة عند من يُنتظَرن أن يُصبحنَ أمهات:

صحة الطفل.
التوافق مع الأمومة.
تكلفة تنشئة الطفل.
التأثير في العلاقة العاطفية.
التأثير في نشاطاتها أو مهنتها.
من الطبيعي أن تكونَ هُناك مخاوف بشأن الحمل. وقد تجدُ الحاملُ نفسها تبكي بسهولة أكبر أو قد يكون مزاجها مُتقلباً. ولذلك، على الحامل أن تأخذَ وقتها لتعرفَ أنّ ما تشعر به أمرٌ طبيعيّ، وعليها أن تجد وسائلَ لتسترخي. ويمكنها أن تستحمّ أو تقرأ كتاباً أو تتمرّن أو تتأمل أو تُمارس اليُوغا. ولكي تخِّفف الحاملُ الشدّةَ النفسية الحاصلة بسبب عواطفها، بإمكانها أن تُحيط نفسها بأشخاصٍ يدعموها. ويمكن التحدُّثُ مع مُقدّم الرعاية الصحيّة للحصول على دعمٍ إضافيّ. يجب على الحامل أن تأخذ وقتها في مُناقشة حماستها وبهجتها، بالإضافة لمخاوفها وشكوكها، مع الزوج أو مع مجموعات الدعم. يزداد الدافع الجنسي عندَ بعض النساء في أثناء الحمل؛ فقد تشعرُ أنها مرغوبة أكثر، وأكثر أنوثة وجمالاً. بينما تشعرُ حوامل أخريات بالقلق من ازدياد الوزن والتغيُّرات الجسميّة بسبب الحمل. وإذا شعرت المرأة بالحرج من التغيُّرات في جسمها، فعليها أن تُذكّرَ نفسها أنَّ جسمها يتغيّر للحفاظ عليها وعلى جنينها في أحسن صحّة في أثناء الحمل.
 
إنَّ الحصولَ على رعاية سابقة للولادة باكرة ومُنتظمة أمرٌ مهمّ لصحة الحامل ولصحة الجنين. سوفَ يُعطي مُقدّم الرعاية الصحيّة للحامل جدولاً بكلّ زياراتها السابقة للولادة التي يجب القيام بها في أثناء الحمل. قد تُجري الحاملُ زيارات أكثر إن كان عُمرها أكثر من 35 سنة أو إذا كان حملها تحت الخطر. يمكن للحامل أن تتوقَّعَ، خلال زيارتها الأولى، بأن يقوم مقدّم الرعاية الصحيّة بما يلي:

يسألها عن تاريخها المرضي، بما في ذلك الأمراضُ والعمليات والحمول السابقة.
يسأل عن التاريخ الصحي العائلي.
يُجري فحصاً جسدياً كاملاً، بما في ذلك الفحص الحوضي.
كما سيُجري مُقدّم الرعاية الصحيّة ما يلي خلال أول زيارة سابقة للولادة:
أخذ دم وبول للفحص المختبري.
قياس ضَغط الدم والطول والوزن.
حساب موعد الولادة.
الإجابة عن أسئلة الحامل.
يجب على الحامل خلال أول زيارة سابقة للولادة لها أن تسأل أي أسئلة وتناقش أي من المسائل المُتعلّقة بالحمل. ويجب عليها أن تعرفَ كلّ ما تستطيعه عن كيفَية المحافظة على صحتها. تكون الزياراتُ السابقة للولادة اللاحقة أقصر عادةً من الأولى. سوف يقومُ مُقدِّمُ الرعاية الصحيّة خلال تلكَ الزيارات بتفحّص صحّة الحامل، والتأكُّد من نموِّ الجنين بشكلٍ طبيعيّ.
 
قد تحتاج المرأة الحامل إلى بعض التغيُّرات في نمط الحياة. ويتضمّنُ ذلك بعضُ الأفكار عما يُمكن أن تفعله المرأة خلال حملها، وما يجب ألاَّ تفعله. تتضمّن النصائح الضرورية لنمط حياة صحِّي في أثناء الحمل ما يلي:

عدم التدخين أو شرب الكحول أو تعاطي عقاقير مَحظورة.
تجنُّب التدخين غير المُباشر، والذي قد يكون مُؤذياً للحامل وجنينها.
عدم أخذ حمام ساخن أو استخدام مغطس ساخن أو الساونا.
أخذ قسط وافر من النوم.
العثور على طرق لضبط الشدّة النفسية.
يجب أن تكسبَ النساء كمية وزن صحية خلال الحمل. ويُمكن التحدّث مع مُقدّم الرعاية الصحيّة لمعرفة الوزن الصحي للحامل. أكل نظام غذائي صحِّي في أثناء الحمل هو أحد أفضل الأشياء التي يُمكن للمرأة فعلها لنفسها ولجنينها. ويمكن للاختيارات الذكيّة بشأن التغذية للحامل أن تساعدَها على تعزيز نموّ الجنين وتخلُّقه. يجب على الحامل تناول نظام غذائي يحتوي على الحبوب والخُضار والفاكهة والبروتينات ومُشتقات الألبان والماء. حتى النساء اللواتي يأكلنَ بشكلٍ صحي كلّ يوم، قد يُفوِّتن عناصر غذائيّة رئيسية. ويمكن لمستحضر فيتامين يومي سابق للولادة، والذي يُبتدَأ به في الحالات النموذجية قبل الحمل بثلاثة أشهر، أن يسدَّ أية ثغرات. قد يوصي مُقدّم الرعاية الصحيّة بمُكمّل غذائي خاص في حال كانت الحامل:
تتبعُ نظاماً غذائياً نباتياً صرفاً.
سبقَ وأن أجري لها جِراحة سمنَة.
كان عندها أي حالة صحيّة مزمنة، مثل السكري.
يجب دوماً استشارة مُقدّم الرعاية الصحيّة قبل أخذ أية فيتامينات جديدة أو مُكملات غذائية في أثناء الحمل. يجب أن تحاولَ الحاملُ قضاءَ 2.5 ساعة من نشاطات الأيروبيك أسبوعياً، إلاَّ إذا أخبرها مُقدّم الرعاية الصحيّة أن لا تفعلَ ذلك. وعليها أن تحاول الوصول لمستوى شدّة مُعتدل من التمارين. ويجب محاولة توزيع التمارين على طول الإسبوع. التثقّف أمرٌ مهمّ في أثناء الحمل. يمكن قراءة الكُتُب ومشاهدة أفلام الفيديو والتحدث مع أمهات أخريات. كما بالإمكان سؤال مُقدّم الرعاية الصحيّة عن صفوف التثقيف عن الولادة. يمكن لتلك الأمور أن تُساعدَ الحامل على التحضير لولادة طفلها. يجب أن تبتعدَ المرأة خلال حملها عن الموادّ الكيميائية، بما في ذلك:
مُبيدات الحَشرات.
المُذيبات، مثل بعض المُنظّفات أو مُخففات الدهان.
الرصاص.
الزئبَق.
الدهان، بما في ذلك أبخرة الدهان.
لا توجد على جميع المُنتجات تحذيرات للحمل. وإن لم تكن الحامل مُتأكدةً بشأن سلامة المُنتج، فبإمكانها سؤال مُقدّم الرعاية الصحيّة قبل استخدامه. داء المُقوّسات هو عدوى بسبب طُفيلي يوجد أحياناً في بُراز القطط. قد يتسبّبُ داء المُقوّسات - إذا لم يُعالج - بعيوب ولاديّة. وتستطيع المرأة أن تُقلّل خُطورَة الإصابة عن طريق تجنُّب صندوق نفايات القطة، وارتداء قفازات في أثناء القيام بأعمال البستنة. كما يجبُ على الحامل تجنب التماس مع القوارض في أثناء الحمل. ويتضمّن ذلك القوارض الأليفة وبولها، أو مُخلَّفاتها، أو موادّ تعشيشها. قد تحملُ القوارض فيروس قد يكون مُؤذياً أو حتى مُميتاً للجنين. يجبُ اتخاذ إجراءات لتجنب المرض في أثناء الحمل. وتكمنُ إحدى طُرق القيام بذلك في غسل اليدين بشكلٍ مُتكرّر.
 
يجب أن تتصلَ الحاملُ بمقدّم الرعاية الصحيّة في أي مرحلة من الحمل في حال القلق على صحَّتها أو على صحّة جنينها. ومع أن جسمَ الحامل سيمرّ بالكثير من التغيرات، غير أنّ الكثير منها يكون طبيعياً. لكن يجب إخبار مُقدّم الرعاية الصحيّة ببعض التغيرات؛ فقد تكون علامةً على وجود مُشكلةٍ ما. يجب الاتصالُ بمُقدّم الرّعاية الصحيّة في حال حدوث أي من المَشاكل التالية:

نَزف مَهبلي.
غثيان وقيء شَديدان.
حُمى مُرتفعة.
مفرزات وحكة مهبلية.
ألم أو حرقة خلال التبوّل.
ألم في الرجل أو الربلة.
تورّم على أحد جانبي الرجل أو الربلة.
الشكوى من أعراض أمراض مُزمنة موجودة سابقاً، مثل الربو.
يجب أن تتذكر الحاملُ أنَّ بإمكانها الاتصال بمُقدّم الرعاية الصحيّة في أي وقت لتناقشَ مخاوفها بشأن الحمل، حيثُ يمكنُ للحُصول على إجابات أن يُخفّف الشدّة النفسية، وهو الأمرُ الأفضل للحامل ولجنينها.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (4.5مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
ثلث الحمل الأول - ما يمكن توقعه
 
قد يخضعُ جسمُ الحاملُ أثناء ثُلث الحَمل الأوّل للكثير من التغيُّرات. حيثُ تُؤثّر التغيّرات الهرمونيّة في كلّ الأجهزة العُضويّة في جسمها تَقريباً. ويُمكنُ لتلك التغيُّرات أن تُسبب أعراضاً حتى في الأسابيع الأولى من الحمل. إنّ توقّف الدورة الحيضيّة هو علامة واضحة على الحَمل. وقد تتضمّن العلامات الأخرى ما يلي: • تَعَب شَديد. • تورُّم مُمِضّ في الثديين. كما أنّ الحَلمتين قد تتورمان. • اضطراب معوي مع قيء أو بدونه. • اشتهاء أو تقزّز تجاه مأكولات مُعيّنة. • تقلّب المزاج. • إمساك. • الحاجة للتبوّل أكثر من المُعتاد. • صُداع. • حَرقة الفؤاد. • زياد أو نقص الوزن. قد تحتاجُ الحاملُ مع التغيّرات في جسمها إلى إجراء تعديلات على روتينها اليوميّ، مثل الذهاب للنوم في وقت أبكَر أو أكل وجبات أصغر لمرات أكثر. والحمد لله أنَّ مُعظم تلك المشاكل ستزول مع تقدُّم الحمل. وقد لا تَشعر بعضُ النساء بأيّ انزعاج على الإطلاق! وإذا سبقَ للمرأة أن حملَت سابقاً، فقد يكون شُعورها مختلفاً في هذه المرّة. فكما أن كل امرأة مُختلفة، كذلك يكون كلّ حملٍ مُختلفاً.

 
 
ثُلث الحَمل الأوّل هو وقت حدوث تغيّرات كبيرة لدى الحامل وجنينها؛ فمع نهاية ثلث الحمل الأول، ستكون أعضاء الجَنين الرئيسيّة وجهازه العصبي قد بدأت بالتشكّل. بعد أن تتلقّح بيضة الأمّ من نطفة الزوج في أحد البوقين، ستتشكلُ لاقِحَة أحاديّة الخليّة. تملكُ اللاقحة 46 صبغياً: 23 من الأم و23 من الأب. وتُساعدُ تلك الصّبغيّات على تحديد جنس الجَنين، بالإضافة للكثير من الصفات الجسميّة الأخرى. تنزلُ اللاقحة من البوق باتجاه الرّحم. وتبدأُ في أثناء ذلك بالانقسام لتشكّلَ مَجموعة من الخلايا. وتشكّلُ تلكَ الخلايا المُضغَة. عندما تصلُ المُضغة إلى الرحم، تستقرّ في جدار الرحم كي تتغذّى. وفي هذا المكان تنمو المُضغة ببطء. يبدأُ دماغُ الجنين ونُخاعه الشوكي بالتشكّل خلال أسبوع الحمل الخامس. ويبدأُ القلب بالتشكّل أيضاً. الجنينُ الآن عبارة عن مُضغة ويكون حجمه بحجم بذرة السمسم. ينمو دماغُ الطفل ووجهه في الأسبوع السابع. ويكون الجنين بنهاية هذا الأسبوع بحجم حبة التوت. تكون جميع البنى العضوية الرئيسية للجنين قد بدأت بالتشكّل في الأسبوع الثامن. وينبضُ قلب الجنين الآن بنظمٍ مُنتظم، وتنمو الذراعان والرجلان لطولٍ أكبر، وتبدأ أصابع اليدين والرجلين بالتشكّل. كما تكون الأعضاء الجنسية قد بدأت بالتشكّل. يعتبر الطفل قد أصبح جنيناً بنهاية الأسبوع الثامن. ويكون الجنين عندها بطول 2,5 سنتمتر تقريباً ووزنه أقل من 3,5 غرام. ستُظهرُ أعضاء الجنين الجنسية الخارجية فيما إذا كانَ صَبياً أم بنتاً وذلك في الأسبوع 12، أو عند نهاية ثلث الحمل الأول. و قد تستطيع المرأة التي تُجري فحصاً بالأمواج فوق الصوتية في ثلث الحمل الثاني أو بعده أن تعرفَ جنس الجنين. يكونُ طول الجنين نحو 7,5 سنتمتر ووزنه 28 غرام تقريباً.مع حلول نهاية ثُلث الحَمل الأوّل. يكون جفنا الجنين اللذان قد يكونا مغلقين لحماية العينين. وهما لن ينفتحا حتى الأسبوع 28.

 
يبدأ جسم الحامل، خلال ثُلث الحَمل الأوّل، بإنتاج هرمونات أكثر من المُعتاد. الإستروجين والبروجسترون هما هرمونان يلعبان دوراً هاماً خلال ثُلث الحَمل الأوّل. يتم إنتاج هرمون الإستروجين في المبيضين. خلال ثُلث الحَمل الأوّل يقوم الإستروجين بما يلي:

تعزيز نموّ الرحم.
تعزيز نموّ الثديين وإنتاج الحليب.
الحفاظ على البطانة الرحميّة.
زيادة دوران الدم.
تحريض نموّ الأعضاء والعظام عندَ الجنين.
يقوم البروجسترون، والذي ينتجه المبيضان أيضاً، خلال ثُلث الحَمل الأوّل بما يلي:
الحفاظ على صحة المشيمة.
زيادة سُمك البطانة الرحميّة.
تعزيز نموّ الثديين.
تُؤثّرُ زيادة الهرمونات على جميع الأجهزة العضويّة في جسم الحامل تقريباً. ويمكنُ للتغيّرات الهرمونية أن تحفز ظهور الأعراض في الأسابيع الأولى من الحمل. العرض الأول الأكثر شُيوعاً للحمل هو غياب الدورة الحيضيّة. وتتضمّن الأعراض الشائعة الأخرى للحمل في ثُلث الحَمل الأوّل ما يلي:
غَثيان أو قيء، والذي يُعرَفُ أيضاً باسم داء الصباح.
تورُّم ممض في الثديين.
ازدياد التبوّل.
إنهاك، أو تَعَب شَديد.
كره أو اشتهاء أنواع من الطعام.
دوخَة.
حُرقة فؤاد وإمساك.
نزف خفيف أو مَعص.
تقلُّب المزاج.
 
قد يتسبّبُ الحملُ بخليط من العواطف. حتى ولو كانت المرأة تحاولُ أن تحمل وكانت مُتحمسة بشأن حملها، فإنّ مَعرفة أنها على وشك أن تُصبحَ أماً قد يُضيف توتراً إلى حياتها. تتضمّن المخاوف الشائعة عند من يُنتظَرن أن يُصبحنَ أمهات:

صحة الطفل.
التوافق مع الأمومة.
تكلفة تنشئة الطفل.
التأثير في العلاقة العاطفية.
التأثير في نشاطاتها أو مهنتها.
من الطبيعي أن تكونَ هُناك مخاوف بشأن الحمل. وقد تجدُ الحاملُ نفسها تبكي بسهولة أكبر أو قد يكون مزاجها مُتقلباً. ولذلك، على الحامل أن تأخذَ وقتها لتعرفَ أنّ ما تشعر به أمرٌ طبيعيّ، وعليها أن تجد وسائلَ لتسترخي. ويمكنها أن تستحمّ أو تقرأ كتاباً أو تتمرّن أو تتأمل أو تُمارس اليُوغا. ولكي تخِّفف الحاملُ الشدّةَ النفسية الحاصلة بسبب عواطفها، بإمكانها أن تُحيط نفسها بأشخاصٍ يدعموها. ويمكن التحدُّثُ مع مُقدّم الرعاية الصحيّة للحصول على دعمٍ إضافيّ. يجب على الحامل أن تأخذ وقتها في مُناقشة حماستها وبهجتها، بالإضافة لمخاوفها وشكوكها، مع الزوج أو مع مجموعات الدعم. يزداد الدافع الجنسي عندَ بعض النساء في أثناء الحمل؛ فقد تشعرُ أنها مرغوبة أكثر، وأكثر أنوثة وجمالاً. بينما تشعرُ حوامل أخريات بالقلق من ازدياد الوزن والتغيُّرات الجسميّة بسبب الحمل. وإذا شعرت المرأة بالحرج من التغيُّرات في جسمها، فعليها أن تُذكّرَ نفسها أنَّ جسمها يتغيّر للحفاظ عليها وعلى جنينها في أحسن صحّة في أثناء الحمل.
 
إنَّ الحصولَ على رعاية سابقة للولادة باكرة ومُنتظمة أمرٌ مهمّ لصحة الحامل ولصحة الجنين. سوفَ يُعطي مُقدّم الرعاية الصحيّة للحامل جدولاً بكلّ زياراتها السابقة للولادة التي يجب القيام بها في أثناء الحمل. قد تُجري الحاملُ زيارات أكثر إن كان عُمرها أكثر من 35 سنة أو إذا كان حملها تحت الخطر. يمكن للحامل أن تتوقَّعَ، خلال زيارتها الأولى، بأن يقوم مقدّم الرعاية الصحيّة بما يلي:

يسألها عن تاريخها المرضي، بما في ذلك الأمراضُ والعمليات والحمول السابقة.
يسأل عن التاريخ الصحي العائلي.
يُجري فحصاً جسدياً كاملاً، بما في ذلك الفحص الحوضي.
كما سيُجري مُقدّم الرعاية الصحيّة ما يلي خلال أول زيارة سابقة للولادة:
أخذ دم وبول للفحص المختبري.
قياس ضَغط الدم والطول والوزن.
حساب موعد الولادة.
الإجابة عن أسئلة الحامل.
يجب على الحامل خلال أول زيارة سابقة للولادة لها أن تسأل أي أسئلة وتناقش أي من المسائل المُتعلّقة بالحمل. ويجب عليها أن تعرفَ كلّ ما تستطيعه عن كيفَية المحافظة على صحتها. تكون الزياراتُ السابقة للولادة اللاحقة أقصر عادةً من الأولى. سوف يقومُ مُقدِّمُ الرعاية الصحيّة خلال تلكَ الزيارات بتفحّص صحّة الحامل، والتأكُّد من نموِّ الجنين بشكلٍ طبيعيّ.
 
قد تحتاج المرأة الحامل إلى بعض التغيُّرات في نمط الحياة. ويتضمّنُ ذلك بعضُ الأفكار عما يُمكن أن تفعله المرأة خلال حملها، وما يجب ألاَّ تفعله. تتضمّن النصائح الضرورية لنمط حياة صحِّي في أثناء الحمل ما يلي:

عدم التدخين أو شرب الكحول أو تعاطي عقاقير مَحظورة.
تجنُّب التدخين غير المُباشر، والذي قد يكون مُؤذياً للحامل وجنينها.
عدم أخذ حمام ساخن أو استخدام مغطس ساخن أو الساونا.
أخذ قسط وافر من النوم.
العثور على طرق لضبط الشدّة النفسية.
يجب أن تكسبَ النساء كمية وزن صحية خلال الحمل. ويُمكن التحدّث مع مُقدّم الرعاية الصحيّة لمعرفة الوزن الصحي للحامل. أكل نظام غذائي صحِّي في أثناء الحمل هو أحد أفضل الأشياء التي يُمكن للمرأة فعلها لنفسها ولجنينها. ويمكن للاختيارات الذكيّة بشأن التغذية للحامل أن تساعدَها على تعزيز نموّ الجنين وتخلُّقه. يجب على الحامل تناول نظام غذائي يحتوي على الحبوب والخُضار والفاكهة والبروتينات ومُشتقات الألبان والماء. حتى النساء اللواتي يأكلنَ بشكلٍ صحي كلّ يوم، قد يُفوِّتن عناصر غذائيّة رئيسية. ويمكن لمستحضر فيتامين يومي سابق للولادة، والذي يُبتدَأ به في الحالات النموذجية قبل الحمل بثلاثة أشهر، أن يسدَّ أية ثغرات. قد يوصي مُقدّم الرعاية الصحيّة بمُكمّل غذائي خاص في حال كانت الحامل:
تتبعُ نظاماً غذائياً نباتياً صرفاً.
سبقَ وأن أجري لها جِراحة سمنَة.
كان عندها أي حالة صحيّة مزمنة، مثل السكري.
يجب دوماً استشارة مُقدّم الرعاية الصحيّة قبل أخذ أية فيتامينات جديدة أو مُكملات غذائية في أثناء الحمل. يجب أن تحاولَ الحاملُ قضاءَ 2.5 ساعة من نشاطات الأيروبيك أسبوعياً، إلاَّ إذا أخبرها مُقدّم الرعاية الصحيّة أن لا تفعلَ ذلك. وعليها أن تحاول الوصول لمستوى شدّة مُعتدل من التمارين. ويجب محاولة توزيع التمارين على طول الإسبوع. التثقّف أمرٌ مهمّ في أثناء الحمل. يمكن قراءة الكُتُب ومشاهدة أفلام الفيديو والتحدث مع أمهات أخريات. كما بالإمكان سؤال مُقدّم الرعاية الصحيّة عن صفوف التثقيف عن الولادة. يمكن لتلك الأمور أن تُساعدَ الحامل على التحضير لولادة طفلها. يجب أن تبتعدَ المرأة خلال حملها عن الموادّ الكيميائية، بما في ذلك:
مُبيدات الحَشرات.
المُذيبات، مثل بعض المُنظّفات أو مُخففات الدهان.
الرصاص.
الزئبَق.
الدهان، بما في ذلك أبخرة الدهان.
لا توجد على جميع المُنتجات تحذيرات للحمل. وإن لم تكن الحامل مُتأكدةً بشأن سلامة المُنتج، فبإمكانها سؤال مُقدّم الرعاية الصحيّة قبل استخدامه. داء المُقوّسات هو عدوى بسبب طُفيلي يوجد أحياناً في بُراز القطط. قد يتسبّبُ داء المُقوّسات - إذا لم يُعالج - بعيوب ولاديّة. وتستطيع المرأة أن تُقلّل خُطورَة الإصابة عن طريق تجنُّب صندوق نفايات القطة، وارتداء قفازات في أثناء القيام بأعمال البستنة. كما يجبُ على الحامل تجنب التماس مع القوارض في أثناء الحمل. ويتضمّن ذلك القوارض الأليفة وبولها، أو مُخلَّفاتها، أو موادّ تعشيشها. قد تحملُ القوارض فيروس قد يكون مُؤذياً أو حتى مُميتاً للجنين. يجبُ اتخاذ إجراءات لتجنب المرض في أثناء الحمل. وتكمنُ إحدى طُرق القيام بذلك في غسل اليدين بشكلٍ مُتكرّر.
 
يجب أن تتصلَ الحاملُ بمقدّم الرعاية الصحيّة في أي مرحلة من الحمل في حال القلق على صحَّتها أو على صحّة جنينها. ومع أن جسمَ الحامل سيمرّ بالكثير من التغيرات، غير أنّ الكثير منها يكون طبيعياً. لكن يجب إخبار مُقدّم الرعاية الصحيّة ببعض التغيرات؛ فقد تكون علامةً على وجود مُشكلةٍ ما. يجب الاتصالُ بمُقدّم الرّعاية الصحيّة في حال حدوث أي من المَشاكل التالية:

نَزف مَهبلي.
غثيان وقيء شَديدان.
حُمى مُرتفعة.
مفرزات وحكة مهبلية.
ألم أو حرقة خلال التبوّل.
ألم في الرجل أو الربلة.
تورّم على أحد جانبي الرجل أو الربلة.
الشكوى من أعراض أمراض مُزمنة موجودة سابقاً، مثل الربو.
يجب أن تتذكر الحاملُ أنَّ بإمكانها الاتصال بمُقدّم الرعاية الصحيّة في أي وقت لتناقشَ مخاوفها بشأن الحمل، حيثُ يمكنُ للحُصول على إجابات أن يُخفّف الشدّة النفسية، وهو الأمرُ الأفضل للحامل ولجنينها.
مرحبًا بك إلى موقع بيان العلم ، وهو موقع سؤال وجواب يهتم بحل أسئلة التعليم ، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...