ما علاقه الايمان بالامل
ما علاقه الإيمان بالأمل؟
ومع هذا الإيمان فإن المؤمن يسعى لطلب الرزق ويبذل جهده في سبيل تحصيله ممتثلاً عبد الرزاق في قوله تعالى : ( فامْشُوا فِي مَنَاكبِهَا وَكُلوا مِن رِزْقِهِ وَ إِلَيْهِ النُّشُورُ) فإن كسبه الحلال سيبارك الله له فيه ويرزقه من حيث لا يحتسب، وأن ما قدر له سوف يأخذه فلا داعى للاحتيال والغصب وكسب المال الحرام الخوف من الموت المؤمن وحدد له أجلا لا يتجاوزه ينتهي إليه فيموت فالمؤمن لا يشغل نفسه بهم الموت والخوف على الحياة بل يستمر في العمل في هذه الحياة مؤمنا بأن الله وحده الذي خلق الموت والحياة قدر له أياما معدودة يعيش فيها قال تعالى:( فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ )، ولذلك فالمؤمن لا يتهيب ولا يخاف من الموت لأنه قد أعد من الأعمال ما يجعله يطمئن إلى لقاء ربه ونيل رضوانه .
فالإيمان والأمل المؤمن أكثر تفاؤلاً وأوسع أملاً وأبعد ما يكون عن التشاؤم واليأس إنه يشعر بأنه عبد المعبود يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويفرج كرب المكروبين وهم المهمومين ويقبل توبة التائبين أرحم بعباده من الوالدة بولدها يجزي بالحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف أو يزيد ولا يجزي بالسيئة إلا مثلها.
فالمؤمن لذلك لا يصاب بالإحباط ولا يشعر بخيبة الأمل ولا يعتريه اليأس مهما اشتدت عليه الأمور وتوالت عليه الأزمات، فهو يعلم أن الإحباط واليأس ملازمان للكافرين كما قال تعالى:( إِنَّهُ لَا يَأْيْسُ مِن روْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَفِرُونَ )، إن باب الأمل يجعل الإنسان المؤمن يسير في حياته بخطى واثقة، فلا يتعثر ولا يكبو، ويواصل عمله في خدمة نفسه وأمته ودينه وكلما سدت أمامه طرق فتح الله له طرقاً أخرى قال تعالى :( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يسرَا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يسرا )