0 تصويتات
بواسطة
تنظيم الأسرة ما المقصود بتنظيم النسل
 
المقصودُ بمصطلح تنظيم النسل هو منع الحَمل. ومن الممكن أن تعملَ وسائل تنظيم النَّسل بطرق مختلفة، من بينها: • منع مبيضي المرأة من إطلاق البُيوض القابِلة للإخصاب، وهذا ما تقوم به أقراص منع الحمل. • منع النِّطاف من الوصول إلى البيضة لإخصابِها، وهذا ما يقوم به الواقي الذكري والعازِل الأنثَوي واللولب الرَّحِمي. • الجراحة التي تُحقق منعاً دائماً من الحمل لدى المرأة، أو تجريداً للرجل من القدرة على جعل المرأة تحمل. يجب أن يكونَ اختيارُ أيِّ شخص لوسيلة منع الحمل المناسبة معتمداً على عوامل كثيرة، من بينها الحالةُ الصحيَّة لهذا الشخص ومدى نشاطه الجنسي، وكذلك مدى رغبته في إنجاب أطفال في المستقبل. ويستطيع الطبيبُ تقديمَ المساعدة على اختيار الشكل المناسب من طرق منع الحمل.

 
 
حتَّى نتمكَّنَ من فهم الوسائل المختلفة لتنظيم النسل وكيفية عملها، يجب أن نفهمَ كيف يحدث الحمل في الحالة الطبيعية. ولذلك، يتناول هذا القسم عمليةَ الإنجاب لدى الإنسان. تقع الأعضاءُ الإنجابية لدى المرأة في منطقة الحَوض بين المَثانة والمُستَقيم. وهي تتألَّف من:

المبيضين.
البوقين.
الرَّحِم.
عُنُق الرَّحِم.
المَهبِل.
المبيضان هما غُدَّتان صغيرتان لهما وظيفتان رئيسيَّتان:
إنتاج هرمونات مُتخصِّصة، كالإستروجين والبروجِستيرون.
الإباضة، أي إطلاق البيوض اللازمة لكي يحدث الحمل. وهناك هرموناتٌ كثيرة تتحكَّم بعملية الإباضة.
تنضج بيضةٌ واحدة كلَّ شهرٍ تقريباً، وذلك داخل الجرَيب، وهو جَيبٌ مليء بالسائل داخل المَبيض. ويُطلق أحدُ المبيضين بيضةً عبر البوق كلَّ شهر. إذا جرى إطلاقُ المَني داخِل الرَّحِم بعدَ حدوث الإباضة، فإنَّ النِّطاف ترتحل عبر المسالك الإنجابية حتَّى تصلَ إلى البوقين فتُخصِب البيضة. وبعدَ ذلك، تبدأ البيضةُ المُخصَّبة بالانقسام وتصبح مُضغَة. تهبط المُضغَةُ عبر البوق، فتستقِرّ في الرَّحِم، وتنغَرسَ في الطبقات الداخلية من جداره، والتي تُدعى باسم "بِطانة الرَّحِم". إذا لم تُخصَّب البيضةُ، فإنَّ الرَّحِمَ يتخلَّص من بطانته التي تهيَّأت لاستقبال المُضغَة. ويجري ذلك عبر ما يُعرَف باسم الحَيض أو دورة الطَّمث. يجب أن يحدثَ ما يلي كلُّه حتَّى تحملَ المرأة:
يجب أن تحدث الإباضة، أي أن يُطلق المبيضُ بيضة.
يجب أن تدخلَ البيضة في البوق.
يجب أن يرتحل المَني مُروراً بالمِهبَل ثمَّ الرَّحِم حتَّى يصل إلى البوق، فيُخصِّب البيضة.
يجب أن يُخصِّب المنيُ البيضة.
يجب أن تهبط البيضة، أو المُضغَة، إلى الرَّحِم.
يجب أن تنغَرِسَ المُضغةُ في بِطانة الرَّحِم، حيث يبدأ تخلُّقها لتصبِح جنيناً.
 
إنَّ ضبط النَّسل، وهو ما يُعرَف أيضاً باسم منع الحمل، هو طرق مصمَّمة من أجل منع وقوع الحَمل. تنعدم فُرصةُ حدوث الحمل تماماً في حال عدم وجود الممارسة الجنسية أو في حال الامتناع عنها. وهذا ما يُدعى باسم "الامتناع المُستمر". لكنَّ هذا البرنامج التثقيفي يهتَمُّ بوسائل منع الحمل الهادِفة إلى منع وقوع الحمل، مع استمرار ممارسة حياة جنسية فعَّالة. ونحن نُميِّز هنا بين وسائل المنع المؤقَّت للحمل ووسائل المنع الدائم للحمل. والمقصودُ بوسائل المنع الدائم للحمل هو أنَّها غير قابلة للعودة، ولا يجوز استخدامُها إلاَّ إذا قرَّر الشخص، الرجل أو المرأة، أنَّه لا يريد الإنجاب إطلاقاً، أو أنَّه لم يعد يريد الحصول على مزيد من الأطفال. هناك أنواع كثيرة مختلفة من وسائل منع الحمل؛ وهي متوفِّرة للرجال والنساء ممَّن قد يرغبون في الإنجاب مستقبلاً. لكنَّ نوعَ الوسيلة يتحدَّد اعتماداً على الحالة الصحِّية للشخص، وعلى ما يفضِّله هو نفسه أيضاً. هناك عددٌ من وسائل المنع المؤقَّت للحمل التي تقوم بما يتجاوز ذلك؛ فمنها ما يحمي الشخصَ من الأمراض المنقولة جنسياً. ويمكن استخدامُ الواقيات المصنوعة من اللاتِكس إذا أراد الشخصُ حمايةَ نفسه من تلك الأمراض، أو إذا أراد منعَ انتقالها إلى الآخرين. يُمكن أن يكونَ لدى بعض الناس حساسيةٌ تمنعهم من استخدام بعض وسائل منع الحمل؛ فعلى سبيل المثال، لا يستطيع من يتحسَّس من اللاتِكس أن يستخدمَ الواقيات المصنوعة من هذه المادة. كما أنَّ مُبيدات النِّطاف مثالٌ آخر على وسائل منع الحمل التي يُمكن أن تسبِّبَ ردودَ فعل تَحَسُّسِية عند بعض الأشخاص. كما يمكن أيضاً أن يكونَ للسِّن والتدخين (أو عدم التدخين) أثر على اختيار وسيلة منع الحمل؛ فإذا كانت المرأة في الخامسة والثلاثين، أو أكثر من ذلك، وكانت مُدخِّنةً أيضاً، فإنَّ مخاطرَ الآثار الجانبية لتناول أقراص منع الحمل أو وضع اللُصاقات أو حلقات منع الحمل سوف تزداد. يجب أيضاً الامتناعُ عن استخدام بعض وسائل منع الحمل في حال وجود بعض الحالات الطبِّية؛ فمثلاً، في حال الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو المشكلات القلبية، لا يجوز استخدامُ موانع الحمل المعتمدة على هرمون الإستروجين. يُمكن أن يكونَ لمدَّة منع الحمل المرغوبة تأثيرٌ في نوع الوسائل المستَخدمة، لأنَّ هناك وسائل منع حمل توضَع قبلَ ممارسة الجنس مباشرةً، وذلك من قبيل الواقي الذَّكري أو الواقي الأنثوي أو قُلُنسوَة عنق الرَّحِم أو مبيدات النِّطاف. هناك أنواع من وسائل منع الحمل تُؤخَذ يومياً، وذلك كأقراص منع الحمل مثلاً. وهناك أنواع تُستخدَم كلَّ أسبوع أو كلَّ شهر أو كلَّ عدَّة سنوات. ومهما تكن الوسيلةُ المُستَخدَمة، فإنَّ استخدامها على نحوٍ سليم هو السبيل الوحيد لجعلها فعَّالةً في منع الحمل. قبلَ اختيار وسيلة منع الحمل، يجب التفكير مَليَّاً في:

مدى سهولة استخدامها.
هل تحتاج إلى وصفة طبِّية؟
مدى فعَّاليتها.
كلفتها.
يمكن أن يكونَ اختيارُ وسيلة منع الحمل المناسبة أمراً صعباً. ولهذا فمن الأفضل استشارة الطبيب لكي يحدِّدَ الوسيلةَ الأفضل. تناقش الأقسامُ الأربعة التالية أنواعاً مختلفة من وسائل منع الحمل المؤقَّتة. وسوف نذكر هذه الوسائل حسب ترتيب فعَّاليتها:
منع الحمل بوسائل تُزرَع في الجسم:
النوع الأوَّل هو وسائل منع الحمل التي يجري زرعُها داخل الجسم، حيث تبقى عدَّةَ سنوات. ومن هذه الوسائل ما يعتمد على الهرمونات، ومنها ما يعتمد على زرع جسم نُحاسي لمنع الحمل.
منع الحمل الهرموني
تعتمد هذه الطريقةُ على استخدام الهرمونات لمنع المبيضين من تحرير البيوض التي يمكن أن يجري إخصابُها. وتعدُّ أقراصُ منع الحمل من بين هذه الوسائل.
مبيدات النِّطاف.
تستخدم هذه الطريقةُ موادَّ كيميائيةً لقتل النِّطاف بعدَ القذف.
الحوائِل
النوعُ الرابع هو استخدام حائل يمنع وصول النِّطاف إلى البيضة. ويعدُّ الواقي الذكري نوعاً من الأنواع الكثيرة لهذا الحائل أو الحاجز.
 
تعتبر الأجهزة التي تزرَع في الجسم لمنع الحمل شكلاً من أشكال موانع الحمل. يجري إدخالُ هذه الأجهزة في الجسم، وتظل فيه عدَّةَ سنوات. تعمل بعضُ هذه الأجهزة من خلال إطلاق هرمونات تحول دون الحَمل، في حين يعمل البعضُ الآخر من خلال إطلاق كمِّيات صغيرة جداً من النُّحاس. من هذه الأجهزة جهاز على شكل عصا صغيرة مرنة. وهو يعادل حجمَ عود الكبريت ويُزرَع تحت جلد العَضُد. يُطلق الجهازُ هرمونات تساعد على منع حمل المرأة، ويدوم مفعوله مدَّةً تصل إلى ثلاث سنوات، ولا تتجاوز نسبة فشله واحداً في المائة. هناك أيضاً أجهزة تُزرَع داخل الرَّحِم. يكون الجهاز على شكل حرف (T)، وهو يستقرُّ داخل الرَّحِم. لا تتجاوز نسبة فشل هذا النوع واحداً بالمائة، ويمكن أن يعملَ من خلال إطلاق الهرمونات التي تمنع الحمل أو من خلال إطلاق مادة النُّحاس. إنَّ جهازَ منع الحمل العامل بالنُّحاس، والذي يُزرَع داخل الرَّحِم، يقوم بمنع النِّطاف من الوصول إلى البيضة وإخصابها. أمَّا إذا تمكَّنت النطاف من الوصول إلى البيضة، وجرى الإخصابُ فعلاً، فإنَّ الجهاز يمنع البيضةَ من الانغراس في بِطانة الرَّحِم. إنَّ جهازَ منع الحمل العامل بالهرمونات، والذي يُزرَع داخل الرَّحِم، يقوم بإطلاق هرمونات داخل الرَّحِم تؤدِّي إلى منع وقوع الحمل. يقوم الطبيبُ بوضع جهاز منع الحمل داخل الرَّحِم. ويمكن أن يبقى الجهازُ العامل بالنُّحاس مدَّةً تتراوح من خمس سنوات إلى عشر سنوات. أمَّا الجهازُ العامل بإطلاق الهرمونات فيظلُّ في الرَّحِم مدَّةً تصل إلى خمس سنوات. لابدَّ من استشارة الطبيب لمعرفة نسب النجاح والآثار الجانبية فيما يخصُّ كلَّ نوع من أنواع وسائل منع الحمل التي تُزرَع في الجسم. وغالباً ما تكون هناك أدويةٌ وأساليب تكنولوجية جديدة جرى ابتكارُها لمنع الحمل.

 
يُمكن استخدامُ بعض الهرمونات لمنع الحمل. وتقوم هذه الهرمونات، ومنها الإستروجين والبروجستيرون، بمنع الحمل من خلال عرقلة عملية الإخصاب، إضافةً إلى أنَّها تُسبِّب تغيُّرات في المادة المُخاطية في الرَّحِم وفي بطانة الرَّحِم، ممَّا يؤدِّي إلى منع وصول النِّطاف إلى البيضة. تُعدُّ أقراصُ منع الحمل وسيلةً شائعة من وسائل منع الحمل. وهي تعتمد على الهرمونات لمنع حدوث الحمل. غالباً ما تتناول المرأةُ أقراص منع الحمل على نحو يومي. وحتَّى يكون القرصُ فعَّالاً، يجب أن تتناوله المرأةُ وفقَ التعليمات الخاصَّة به. يُمكن أن تكونَ أقراصُ منع الحمل شديدةَ الفعَّالية، ولا يتجاوز معدَّلُ فشلها واحداً في المائة إذا جرى تناولها وفقَ التعليمات. لكنَّ نسبةَ الفشل يمكن أن ترتفعَ إلى ثمانية بالمائة بسبب عدم الالتزام بتعليمات الاستخدام. يكون لأقراص منع الحمل، لدى كثير من النساء، فوائد تتجاوز منع الحمل نفسه، ومنها:

تقليل التقلُّصات الرَّحِمية.
تقليل مخاطر الإصابة بسرطان المبيض وسرطان بطانة الرَّحِم والأمراض الالتهابية في الحوض والكيسات المبيضية غير السرطانية، إضافةً إلى فقر الدم الناتج عن عَوَز الحديد.
دورات حيض أكثر انتظاماً وأقل شِدَّة.
يمكن أن يكونَ لأقراص منع الحمل آثارٌ جانبية على غرار أقراص الدواء كلِّها. لكنَّ هذه الآثارَ لا تكون ملحوظة لدى معظَم النساء. وغالباً ما تزول الآثارُ الجانبية لدى أكثر النساء بعدَ الاستمرار في تناول الأقراص عدَّةَ شهور. من الآثار الجانبية الشائعة:
تغيُّرات في المِزاج.
تغيُّرات في دورة الحيض.
دوخَة.
انزعاج في المَعِدة.
زيادة الوزن.
تزداد مخاطرُ ظهور الآثار الجانبية إذا كانت المرأة مُدَخِّنة أو إذا كان عمرها أكثر من خمسة وثلاثين عاماً أو سبق لها أن أُصيبَت بجلطات دموية أو بسرطان الثَّدي أو الرَّحِم. وقد تكون غيرَ قادرة على استخدام هذه الأقراص. ولابدَّ من استشارة الطبيب قبلَ تناولها. يمكن أن يؤدِّي تناولُ المضادَّات الحيوية إلى تقليل مفعول أقراص منع الحمل. ويجب سؤالُ الطبيب عن الأساليب الاحتياطية لمنع الحمل إذا كانت المرأةُ في حاجة إلى تناول المضادَّات الحيويَّة. لُصاقة منع الحمل نوعٌ آخر من وسائل منع الحمل، حيث تقوم اللصاقةُ بإطلاق الهرمونات من خلال الجلد. ومن الممكن وضعُ اللصاقة على المنطقة السُّفلية من البطن أو على الرَّدف أو العضُد. إنَّ فعَّاليةَ هذه اللصاقة لا تقلُّ عن فعَّالية أقراص منع الحمل. توضَع لصاقةٌ جديدة على الجلد كلَّ أسبوع مدَّةَ ثلاثة أسابيع. وخلال الأسبوع الرابع، لا تُوضَع اللصاقةُ من أجل السماح بحدوث الحيض. كما يُمكن أيضاً استخدامُ الحقنة لإعطاء الجسم الهرمونات التي تمنع الحمل. تُعطى هذه الحقنةُ في العضد أو في الرَّدف كلَّ ثلاثة أشهر. لا تقلُّ فعَّاليةُ الحقنة الهرمونية عن فعَّالية اللصاقة أو أقراص منع الحمل. ومن الممكن أن تكونَ أكثرَ فعَّاليةً أحياناً بسبب زيادة احتمال إعطائها على نحو صحيح؛ فعلى سبيل المثال، يمكن أن تنسى المرأة تناولَ قرص منع الحمل ذات يوم، ممَّا يجعل الأقراص أقلَّ ضماناً من الحقنة. لا يجوز استخدامُ حقن منع الحمل مدَّةً تتجاوز سنتين متواصلتين، لأنَّها يمكن أن تسبِّب نقصاً مؤقَّتاً في الكثافة العَظمية. يستعيد العظمُ كثافته في فترة التوقُّف، لكنَّ مخاطرَ الإصابة بالكُسور أو بتخلخُل العِظام يزداد في حال استخدام الحُقَن فترة طويلة. الحلقةُ المَهبِلية وسيلةٌ أخرى من وسائل منع الحمل التي تعتمد على إطلاق الهرمونات. وهي حلقةٌ رقيقة مرِنة توضَع داخل المهبَل. تعادل فعَّاليةُ هذه الطريقة فعَّاليةَ أقراص أو لُصاقات منع الحمل. تُوضَع الحلقةُ المَهبلية مدة ثلاثة أسابيع فقط. وبعدَ ذلك، يجب إخراجُها مدة أسبوع واحد للسماح بحدوث الحَيض. ثم توضع حلقةٌ جديدة مدة ثلاثة أسابيع أخرى. إنَّ للطرق الهرمونية المختلفة آثاراً جانبية مختلفة. ولابدَّ من استشارة الطبيب لمعرفة نسب النجاح والآثار الجانبية المرتبطة بكلِّ طريقة من الطرق الهرمونية التي يُمكن أن تكونَ مناسبة للمرأة.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (4.5مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
المقصودُ بمصطلح تنظيم النسل هو منع الحَمل. ومن الممكن أن تعملَ وسائل تنظيم النَّسل بطرق مختلفة، من بينها: • منع مبيضي المرأة من إطلاق البُيوض القابِلة للإخصاب، وهذا ما تقوم به أقراص منع الحمل. • منع النِّطاف من الوصول إلى البيضة لإخصابِها، وهذا ما يقوم به الواقي الذكري والعازِل الأنثَوي واللولب الرَّحِمي. • الجراحة التي تُحقق منعاً دائماً من الحمل لدى المرأة، أو تجريداً للرجل من القدرة على جعل المرأة تحمل. يجب أن يكونَ اختيارُ أيِّ شخص لوسيلة منع الحمل المناسبة معتمداً على عوامل كثيرة، من بينها الحالةُ الصحيَّة لهذا الشخص ومدى نشاطه الجنسي، وكذلك مدى رغبته في إنجاب أطفال في المستقبل. ويستطيع الطبيبُ تقديمَ المساعدة على اختيار الشكل المناسب من طرق منع الحمل.

 
 
حتَّى نتمكَّنَ من فهم الوسائل المختلفة لتنظيم النسل وكيفية عملها، يجب أن نفهمَ كيف يحدث الحمل في الحالة الطبيعية. ولذلك، يتناول هذا القسم عمليةَ الإنجاب لدى الإنسان. تقع الأعضاءُ الإنجابية لدى المرأة في منطقة الحَوض بين المَثانة والمُستَقيم. وهي تتألَّف من:

المبيضين.
البوقين.
الرَّحِم.
عُنُق الرَّحِم.
المَهبِل.
المبيضان هما غُدَّتان صغيرتان لهما وظيفتان رئيسيَّتان:
إنتاج هرمونات مُتخصِّصة، كالإستروجين والبروجِستيرون.
الإباضة، أي إطلاق البيوض اللازمة لكي يحدث الحمل. وهناك هرموناتٌ كثيرة تتحكَّم بعملية الإباضة.
تنضج بيضةٌ واحدة كلَّ شهرٍ تقريباً، وذلك داخل الجرَيب، وهو جَيبٌ مليء بالسائل داخل المَبيض. ويُطلق أحدُ المبيضين بيضةً عبر البوق كلَّ شهر. إذا جرى إطلاقُ المَني داخِل الرَّحِم بعدَ حدوث الإباضة، فإنَّ النِّطاف ترتحل عبر المسالك الإنجابية حتَّى تصلَ إلى البوقين فتُخصِب البيضة. وبعدَ ذلك، تبدأ البيضةُ المُخصَّبة بالانقسام وتصبح مُضغَة. تهبط المُضغَةُ عبر البوق، فتستقِرّ في الرَّحِم، وتنغَرسَ في الطبقات الداخلية من جداره، والتي تُدعى باسم "بِطانة الرَّحِم". إذا لم تُخصَّب البيضةُ، فإنَّ الرَّحِمَ يتخلَّص من بطانته التي تهيَّأت لاستقبال المُضغَة. ويجري ذلك عبر ما يُعرَف باسم الحَيض أو دورة الطَّمث. يجب أن يحدثَ ما يلي كلُّه حتَّى تحملَ المرأة:
يجب أن تحدث الإباضة، أي أن يُطلق المبيضُ بيضة.
يجب أن تدخلَ البيضة في البوق.
يجب أن يرتحل المَني مُروراً بالمِهبَل ثمَّ الرَّحِم حتَّى يصل إلى البوق، فيُخصِّب البيضة.
يجب أن يُخصِّب المنيُ البيضة.
يجب أن تهبط البيضة، أو المُضغَة، إلى الرَّحِم.
يجب أن تنغَرِسَ المُضغةُ في بِطانة الرَّحِم، حيث يبدأ تخلُّقها لتصبِح جنيناً.
 
إنَّ ضبط النَّسل، وهو ما يُعرَف أيضاً باسم منع الحمل، هو طرق مصمَّمة من أجل منع وقوع الحَمل. تنعدم فُرصةُ حدوث الحمل تماماً في حال عدم وجود الممارسة الجنسية أو في حال الامتناع عنها. وهذا ما يُدعى باسم "الامتناع المُستمر". لكنَّ هذا البرنامج التثقيفي يهتَمُّ بوسائل منع الحمل الهادِفة إلى منع وقوع الحمل، مع استمرار ممارسة حياة جنسية فعَّالة. ونحن نُميِّز هنا بين وسائل المنع المؤقَّت للحمل ووسائل المنع الدائم للحمل. والمقصودُ بوسائل المنع الدائم للحمل هو أنَّها غير قابلة للعودة، ولا يجوز استخدامُها إلاَّ إذا قرَّر الشخص، الرجل أو المرأة، أنَّه لا يريد الإنجاب إطلاقاً، أو أنَّه لم يعد يريد الحصول على مزيد من الأطفال. هناك أنواع كثيرة مختلفة من وسائل منع الحمل؛ وهي متوفِّرة للرجال والنساء ممَّن قد يرغبون في الإنجاب مستقبلاً. لكنَّ نوعَ الوسيلة يتحدَّد اعتماداً على الحالة الصحِّية للشخص، وعلى ما يفضِّله هو نفسه أيضاً. هناك عددٌ من وسائل المنع المؤقَّت للحمل التي تقوم بما يتجاوز ذلك؛ فمنها ما يحمي الشخصَ من الأمراض المنقولة جنسياً. ويمكن استخدامُ الواقيات المصنوعة من اللاتِكس إذا أراد الشخصُ حمايةَ نفسه من تلك الأمراض، أو إذا أراد منعَ انتقالها إلى الآخرين. يُمكن أن يكونَ لدى بعض الناس حساسيةٌ تمنعهم من استخدام بعض وسائل منع الحمل؛ فعلى سبيل المثال، لا يستطيع من يتحسَّس من اللاتِكس أن يستخدمَ الواقيات المصنوعة من هذه المادة. كما أنَّ مُبيدات النِّطاف مثالٌ آخر على وسائل منع الحمل التي يُمكن أن تسبِّبَ ردودَ فعل تَحَسُّسِية عند بعض الأشخاص. كما يمكن أيضاً أن يكونَ للسِّن والتدخين (أو عدم التدخين) أثر على اختيار وسيلة منع الحمل؛ فإذا كانت المرأة في الخامسة والثلاثين، أو أكثر من ذلك، وكانت مُدخِّنةً أيضاً، فإنَّ مخاطرَ الآثار الجانبية لتناول أقراص منع الحمل أو وضع اللُصاقات أو حلقات منع الحمل سوف تزداد. يجب أيضاً الامتناعُ عن استخدام بعض وسائل منع الحمل في حال وجود بعض الحالات الطبِّية؛ فمثلاً، في حال الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو المشكلات القلبية، لا يجوز استخدامُ موانع الحمل المعتمدة على هرمون الإستروجين. يُمكن أن يكونَ لمدَّة منع الحمل المرغوبة تأثيرٌ في نوع الوسائل المستَخدمة، لأنَّ هناك وسائل منع حمل توضَع قبلَ ممارسة الجنس مباشرةً، وذلك من قبيل الواقي الذَّكري أو الواقي الأنثوي أو قُلُنسوَة عنق الرَّحِم أو مبيدات النِّطاف. هناك أنواع من وسائل منع الحمل تُؤخَذ يومياً، وذلك كأقراص منع الحمل مثلاً. وهناك أنواع تُستخدَم كلَّ أسبوع أو كلَّ شهر أو كلَّ عدَّة سنوات. ومهما تكن الوسيلةُ المُستَخدَمة، فإنَّ استخدامها على نحوٍ سليم هو السبيل الوحيد لجعلها فعَّالةً في منع الحمل. قبلَ اختيار وسيلة منع الحمل، يجب التفكير مَليَّاً في:

مدى سهولة استخدامها.
هل تحتاج إلى وصفة طبِّية؟
مدى فعَّاليتها.
كلفتها.
يمكن أن يكونَ اختيارُ وسيلة منع الحمل المناسبة أمراً صعباً. ولهذا فمن الأفضل استشارة الطبيب لكي يحدِّدَ الوسيلةَ الأفضل. تناقش الأقسامُ الأربعة التالية أنواعاً مختلفة من وسائل منع الحمل المؤقَّتة. وسوف نذكر هذه الوسائل حسب ترتيب فعَّاليتها:
منع الحمل بوسائل تُزرَع في الجسم:
النوع الأوَّل هو وسائل منع الحمل التي يجري زرعُها داخل الجسم، حيث تبقى عدَّةَ سنوات. ومن هذه الوسائل ما يعتمد على الهرمونات، ومنها ما يعتمد على زرع جسم نُحاسي لمنع الحمل.
منع الحمل الهرموني
تعتمد هذه الطريقةُ على استخدام الهرمونات لمنع المبيضين من تحرير البيوض التي يمكن أن يجري إخصابُها. وتعدُّ أقراصُ منع الحمل من بين هذه الوسائل.
مبيدات النِّطاف.
تستخدم هذه الطريقةُ موادَّ كيميائيةً لقتل النِّطاف بعدَ القذف.
الحوائِل
النوعُ الرابع هو استخدام حائل يمنع وصول النِّطاف إلى البيضة. ويعدُّ الواقي الذكري نوعاً من الأنواع الكثيرة لهذا الحائل أو الحاجز.
 
تعتبر الأجهزة التي تزرَع في الجسم لمنع الحمل شكلاً من أشكال موانع الحمل. يجري إدخالُ هذه الأجهزة في الجسم، وتظل فيه عدَّةَ سنوات. تعمل بعضُ هذه الأجهزة من خلال إطلاق هرمونات تحول دون الحَمل، في حين يعمل البعضُ الآخر من خلال إطلاق كمِّيات صغيرة جداً من النُّحاس. من هذه الأجهزة جهاز على شكل عصا صغيرة مرنة. وهو يعادل حجمَ عود الكبريت ويُزرَع تحت جلد العَضُد. يُطلق الجهازُ هرمونات تساعد على منع حمل المرأة، ويدوم مفعوله مدَّةً تصل إلى ثلاث سنوات، ولا تتجاوز نسبة فشله واحداً في المائة. هناك أيضاً أجهزة تُزرَع داخل الرَّحِم. يكون الجهاز على شكل حرف (T)، وهو يستقرُّ داخل الرَّحِم. لا تتجاوز نسبة فشل هذا النوع واحداً بالمائة، ويمكن أن يعملَ من خلال إطلاق الهرمونات التي تمنع الحمل أو من خلال إطلاق مادة النُّحاس. إنَّ جهازَ منع الحمل العامل بالنُّحاس، والذي يُزرَع داخل الرَّحِم، يقوم بمنع النِّطاف من الوصول إلى البيضة وإخصابها. أمَّا إذا تمكَّنت النطاف من الوصول إلى البيضة، وجرى الإخصابُ فعلاً، فإنَّ الجهاز يمنع البيضةَ من الانغراس في بِطانة الرَّحِم. إنَّ جهازَ منع الحمل العامل بالهرمونات، والذي يُزرَع داخل الرَّحِم، يقوم بإطلاق هرمونات داخل الرَّحِم تؤدِّي إلى منع وقوع الحمل. يقوم الطبيبُ بوضع جهاز منع الحمل داخل الرَّحِم. ويمكن أن يبقى الجهازُ العامل بالنُّحاس مدَّةً تتراوح من خمس سنوات إلى عشر سنوات. أمَّا الجهازُ العامل بإطلاق الهرمونات فيظلُّ في الرَّحِم مدَّةً تصل إلى خمس سنوات. لابدَّ من استشارة الطبيب لمعرفة نسب النجاح والآثار الجانبية فيما يخصُّ كلَّ نوع من أنواع وسائل منع الحمل التي تُزرَع في الجسم. وغالباً ما تكون هناك أدويةٌ وأساليب تكنولوجية جديدة جرى ابتكارُها لمنع الحمل.

 
يُمكن استخدامُ بعض الهرمونات لمنع الحمل. وتقوم هذه الهرمونات، ومنها الإستروجين والبروجستيرون، بمنع الحمل من خلال عرقلة عملية الإخصاب، إضافةً إلى أنَّها تُسبِّب تغيُّرات في المادة المُخاطية في الرَّحِم وفي بطانة الرَّحِم، ممَّا يؤدِّي إلى منع وصول النِّطاف إلى البيضة. تُعدُّ أقراصُ منع الحمل وسيلةً شائعة من وسائل منع الحمل. وهي تعتمد على الهرمونات لمنع حدوث الحمل. غالباً ما تتناول المرأةُ أقراص منع الحمل على نحو يومي. وحتَّى يكون القرصُ فعَّالاً، يجب أن تتناوله المرأةُ وفقَ التعليمات الخاصَّة به. يُمكن أن تكونَ أقراصُ منع الحمل شديدةَ الفعَّالية، ولا يتجاوز معدَّلُ فشلها واحداً في المائة إذا جرى تناولها وفقَ التعليمات. لكنَّ نسبةَ الفشل يمكن أن ترتفعَ إلى ثمانية بالمائة بسبب عدم الالتزام بتعليمات الاستخدام. يكون لأقراص منع الحمل، لدى كثير من النساء، فوائد تتجاوز منع الحمل نفسه، ومنها:

تقليل التقلُّصات الرَّحِمية.
تقليل مخاطر الإصابة بسرطان المبيض وسرطان بطانة الرَّحِم والأمراض الالتهابية في الحوض والكيسات المبيضية غير السرطانية، إضافةً إلى فقر الدم الناتج عن عَوَز الحديد.
دورات حيض أكثر انتظاماً وأقل شِدَّة.
يمكن أن يكونَ لأقراص منع الحمل آثارٌ جانبية على غرار أقراص الدواء كلِّها. لكنَّ هذه الآثارَ لا تكون ملحوظة لدى معظَم النساء. وغالباً ما تزول الآثارُ الجانبية لدى أكثر النساء بعدَ الاستمرار في تناول الأقراص عدَّةَ شهور. من الآثار الجانبية الشائعة:
تغيُّرات في المِزاج.
تغيُّرات في دورة الحيض.
دوخَة.
انزعاج في المَعِدة.
زيادة الوزن.
تزداد مخاطرُ ظهور الآثار الجانبية إذا كانت المرأة مُدَخِّنة أو إذا كان عمرها أكثر من خمسة وثلاثين عاماً أو سبق لها أن أُصيبَت بجلطات دموية أو بسرطان الثَّدي أو الرَّحِم. وقد تكون غيرَ قادرة على استخدام هذه الأقراص. ولابدَّ من استشارة الطبيب قبلَ تناولها. يمكن أن يؤدِّي تناولُ المضادَّات الحيوية إلى تقليل مفعول أقراص منع الحمل. ويجب سؤالُ الطبيب عن الأساليب الاحتياطية لمنع الحمل إذا كانت المرأةُ في حاجة إلى تناول المضادَّات الحيويَّة. لُصاقة منع الحمل نوعٌ آخر من وسائل منع الحمل، حيث تقوم اللصاقةُ بإطلاق الهرمونات من خلال الجلد. ومن الممكن وضعُ اللصاقة على المنطقة السُّفلية من البطن أو على الرَّدف أو العضُد. إنَّ فعَّاليةَ هذه اللصاقة لا تقلُّ عن فعَّالية أقراص منع الحمل. توضَع لصاقةٌ جديدة على الجلد كلَّ أسبوع مدَّةَ ثلاثة أسابيع. وخلال الأسبوع الرابع، لا تُوضَع اللصاقةُ من أجل السماح بحدوث الحيض. كما يُمكن أيضاً استخدامُ الحقنة لإعطاء الجسم الهرمونات التي تمنع الحمل. تُعطى هذه الحقنةُ في العضد أو في الرَّدف كلَّ ثلاثة أشهر. لا تقلُّ فعَّاليةُ الحقنة الهرمونية عن فعَّالية اللصاقة أو أقراص منع الحمل. ومن الممكن أن تكونَ أكثرَ فعَّاليةً أحياناً بسبب زيادة احتمال إعطائها على نحو صحيح؛ فعلى سبيل المثال، يمكن أن تنسى المرأة تناولَ قرص منع الحمل ذات يوم، ممَّا يجعل الأقراص أقلَّ ضماناً من الحقنة. لا يجوز استخدامُ حقن منع الحمل مدَّةً تتجاوز سنتين متواصلتين، لأنَّها يمكن أن تسبِّب نقصاً مؤقَّتاً في الكثافة العَظمية. يستعيد العظمُ كثافته في فترة التوقُّف، لكنَّ مخاطرَ الإصابة بالكُسور أو بتخلخُل العِظام يزداد في حال استخدام الحُقَن فترة طويلة. الحلقةُ المَهبِلية وسيلةٌ أخرى من وسائل منع الحمل التي تعتمد على إطلاق الهرمونات. وهي حلقةٌ رقيقة مرِنة توضَع داخل المهبَل. تعادل فعَّاليةُ هذه الطريقة فعَّاليةَ أقراص أو لُصاقات منع الحمل. تُوضَع الحلقةُ المَهبلية مدة ثلاثة أسابيع فقط. وبعدَ ذلك، يجب إخراجُها مدة أسبوع واحد للسماح بحدوث الحَيض. ثم توضع حلقةٌ جديدة مدة ثلاثة أسابيع أخرى. إنَّ للطرق الهرمونية المختلفة آثاراً جانبية مختلفة. ولابدَّ من استشارة الطبيب لمعرفة نسب النجاح والآثار الجانبية المرتبطة بكلِّ طريقة من الطرق الهرمونية التي يُمكن أن تكونَ مناسبة للمرأة.

اسئلة متعلقة

0 تصويتات
1 إجابة
مرحبًا بك إلى موقع بيان العلم ، وهو موقع سؤال وجواب يهتم بحل أسئلة التعليم ، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...