هل طلوع الشمس من مغربها يراها جميع الناس وجميع الدول بدون استثناء وفي نفس الوقت مع ان شروقها يختلف من دولة لأخرى
أهلا بكم طلابنا المتفوقين في منصة موقعنا الرائد ******* ******* التعليمي المتميز في طرح أفضل الإجابات الصحيحة والسليمة لجميع اسئله المناهج الدراسية لكافة المراحل التعليمة، و يسرنا أن نقدم لكم حل السؤال التالي
هل طلوع الشمس من مغربها يراها جميع الناس ، وجميع الدول ، بدون استثناء ، وفي نفس الوقت ، مع أن شروقها يختلف من دولة لأخرى ؟
الإجابة هي
نص الجواب
الحمد لله
من علامات الساعة الكبرى: طلوع الشمس من مغربها ، بدلا من طلوعها كعادتها من المشرق ، فإذا رآها الناس: آمنوا كلهم أجمعون، وذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل ، أو كسبت في إيمانها خيرا .
قال الله عز وجل :( يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً ) الأنعام/158.
❄️قال الشيخ السعدي رحمه الله :
" وقد تكاثرت الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المراد ببعض آيات الله : طلوع الشمس من مغربها ، وأن الناس إذا رأوها آمنوا ، فلم ينفعهم إيمانهم ، ويُغلق حينئذ بابُ التوبة " انتهى من " تفسير السعدي " (ص281) .
وروى البخاري (4635) ، ومسلم (157) عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ، فَإِذَا رَآهَا النَّاسُ ، آمَنَ مَنْ عَلَيْهَا ، فَذَاكَ حِينَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ ).
وفي رواية للبخاري (3646) : ( لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ وَرَآهَا النَّاسُ آمَنُوا أَجْمَعُونَ ) .
فدل قوله : (فَإِذَا رَآهَا النَّاسُ : آمَنَ مَنْ عَلَيْهَا ) وفي الرواية الأخرى : ( فَإِذَا طَلَعَتْ وَرَآهَا النَّاسُ : آمَنُوا أَجْمَعُونَ ) على أن كل من على الأرض من الناس يرونها وهي تطلع من مغربها ، فيؤمنون جميعا.
قال الحافظ رحمه الله :
" قَوْلُهُ (فَإِذَا طَلَعَتْ فَرَآهَا النَّاسُ آمَنُوا أَجْمَعُونَ) : وَقَعَ فِي رِوَايَةِ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي التَّفْسِيرِ (فَإِذَا رَآهَا النَّاسُ آمَنَ مَنْ عَلَيْهَا) أَيْ : عَلَى الْأَرْضِ مِنَ النَّاسِ " .
انتهى من " فتح الباري " (11/ 353) .
وذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، أن من شروط التوبة :
" أن تكون في الزمن الذي تقبل فيه ، وذلك بأن تقع قبل الغرغرة ، قبل حضور الأجل، وهذا زمن خاص باعتبار كل أحد بنفسه .
وكذلك أيضاً تكون قبل طلوع الشمس من مغربها، وهذا زمن عام ، فإن الشمس إذا طلعت من مغربها آمن الناس كلهم ، وتابوا ورجعوا لكن (لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا) " انتهى من " الشرح الممتع " (5/ 204) .
وإذا كان الناس يرونها ، في جميع البلدان ، بلا استثناء ؛ فمن المحتمل أن الناس يرون في كل بلد ، بحسب مطلعهم ، ووقت شروقهم ، كما كانوا يرونها كل يوم ، وإن كانت قد خالفت بهم هذه المرة ، فخرجت من المغرب ، بدلا من أن تخرج من المشرق ؛ فيكون اختلال النظام إنما هو في جهة طلوعها وشروقها ، وليس في توقيتها المعتاد كل يوم .
وهذا هو الظاهر المتبادر .
ولا مانع ـ أن تظهر لأهل الأرض جميعا ، في وقت واحد ، وقد طلعت من مغربها ، بكيفية لا يعلمها إلا الله ، ويكون ذلك من جملة الآيات ، ومظاهر اختلال نظام الكون كله ؛ والله على كل شيء قدير .
والمؤمن يؤمن بما جاء في الكتاب والسنة ، ويترك كيفية حدوث ذلك إلى علم الله وقدرته، ويعلم أن الله على كل شيء قدير ، فينظر فيما جاء من الأخبار ، فيؤمن بها ، ويعمل بمقتضاها، ولا يشغل نفسه بما وراء ذلك من الكيفيات التي لا طائل تحتها .
والله اعلم