العصفوران الصغيران
العصفوران الصغيران قصة : د . طارق البكري
زوارنا الأعزاء يسعدنا أن نرحب بكم في موقعنا ******* *******.
ونقدم لكم الجواب وهو كالتالي :
العصفوران الصغيران.
في يومٍ عاصفٍ من أيامِ الشتاءِ التقى عصفوران صغيران على غصن شجرة زيتون كبيرةٍ ، والشجرة الضخمة كانت ضعيفة ضعيفة ولا تكاد تقوى على مواجهة الريح .
هز العصفور الأول ذنبه وقال :
لقد مللت الانتقال من مكانٍ إلى آخر … يئست من العثور على مستقر دافئ .. ما أن نعتاد على مسكن وديار حتى يداهِمنا البرد و الشتاء فنضطر للرحيل مرة أُخرى بحثا عن مقر جديد و بيت جديد ..
ضحك العصفور الثاني .. قال بسخرية : ما أكثر تذمرك! .. نحن هكذا معشر الطيور ؛ خلقنا للارتحال الدائم .
قال الأول :أنا أحلم بوطن وهوية .. لكم وددت أن يكون لي منزل دائم و عنوان لا يتغير ..
سكت قليلاً قبل أن يتابع كلامه : تأمل هذه الشجرة ؛ أعتقد أن عمرها أكثر من مِئَة عام .. جذورها راسخةً كأنها جزءٌ من المكان ، رُبَّما لو نقلت إلى مكانٍ آخر لماتت قهرا على الفور.
قال العصفور الثاني : عجبًا لتفكيرك ...أتقارن العصفور بالشجرة ؟ أنت تعرف أن لكل مخلوقٍ من مخلوقات الله طبيعةً خاصةً تميزه عن غيره ، نحن – معشر الطيور – منذ أن خلقنا الله نطير و نتنقل عبر الغابات و البحار و الجبال والوديان والأنهار ..
لم نعرف في عمرنا القيود إلا إذا حبسنا الإنسان في قفصً، وطننا هذا الفضاء الكبير ، والكون كله لنا، ثُمَّ التفت العصفور الثاني فرأى سحابة سوداء تقترب بسرعة نحوهما فخافَ العُصفورانِ خوفًا شديدًا، وبسط كُلُّ واحدٍ منهما جناحيهِ وقال الأول:
هيا .. هيا .. لننطلق قبل أن تدركنا العواصف والأمطار .. أضعنا من الوقت ما فيه الكفاية .
فانطلقا مثل السهم مذعورين ليلحقا بسربهما.
أخيراً شكراً على زيارتكم لموقع ******* *******.
كما يسرنا طرح آرائكم و استفسارتكم وتعليقاتكم والرد على اسئلتكم عبر تعاليقاتكم على إجابتنا في الصندوق الأسفل،.،.